أول مدرسة في تاريخ إيران الحديث كانت " مدرسة دار الفنون " التي أنشأها ميرزا تقي خان أمير كبير في عهد ناصر الدين شاه قاجار ، و لكن إذا أردنا التعرف على أقدم مدرسة في إيران في فترة ما بعد العصر الإسلامي، يجب أن نذهب إلى " مدرسة فخرية ".
أما مدرسة فخرية التي يبلغ عمرها حوالي 1100 سنة، فقد بنيت في القرن الرابع الهجري و في عهد الحكومة الدلميانية و لذلك فإن عمر هذا المبنى أقدم من مدارس نظامیه (هناك مدارس أنشئت في العصر السلجوقي في العصر الذهبي للإسلام لتدريس العلوم و التقنيات الحديثة في مدن تلك الفترة التسعة و هي نيشابور و بغداد و القاهرة و الموصل و أصفهان و آمل و مرو و بلخ و هرات) التي تم إنشاؤها في مدن إيران المختلفة في القرن الخامس و خلال العصر السلجوقي.
كانت المدرسة الفخرية في السابق مكانًا لتدريس العلوم الدينية في مدينة سبزوار الشيعية، و قد حصلت على اسمها من اسم "فخر الدولة الديلمي" الحاكم الشيعي للمذهب الديلمي. لقد حافظ هذا المبنى على استخدامه الأصلي و لا يزال يعتبر أحد المعاهد الدينية النشطة القليلة في مدينة سبزوار.
لرؤية هذه المدرسة القديمة ، عليك الذهاب إلى مدينة سبزوار في مقاطعة رضوي خراسان. تقع هذه المدرسة بجوار الشارع الرئيسي للمدينة المسمى بيهق و المسافة بين ساحة دروزة العراق و تقاطع بيهق. مبنى مكون من ثلاثة طوابق تم ترميمه خلال الفترة البهلوية الثانية ، و لا يزال المبنى القديم و الأصلي المكون من غرفتين و ممر سليمًا حاليًا.
وصف الاستاذ پير نيا، أبو العمارة التقليدية في إيران ، مدرسة فخرية سبزوار على النحو التالي في بحثه عن المدارس التقليدية في إيران: "المدرسة الأصلية تعود إلى زمن فخر الدولة الديلمي، و على الرغم من أنها قد تم تجديدها ، لقد حافظت على شكلها الأصلي. غرف المدرسة ، التي أصبحت الآن طويلة، ليست متناسبة منطقيا. أبعادها حوالي 1 متر في 2.5 متر، مما يدل على أنها كانت تحتوي على پستو (غرفة خلف غرفة الاستقبال و غيرها لتحضير و تخزين الأدوات المنزلية و الأطعمة فيها) أو ایوانچه ( المساحة شبه المسقوفة التي تقع أمام غرف المدارس التقليدية و الخانات و نحوها) أو كليهما.
إن وجود العديد من المدارس التاريخية مثل مدرسة فخرية يدل على قيمة و عمر اكتساب المعرفة في إيران. إن فحص و زيارة المدارس القديمة في إيران يعرّفنا على المسار التاريخي و كيفية تأثيرها على المجتمع و الأحداث التاريخية فحسب، بل إنه أيضًا أمر رائع و مثير للتفكير من جانب الفن المعماري.